باسم محسن مات
لم أعرفه أو أقابله في حياتي-أو بمعني أدق
في حياته القصيرة. في الحقيقة لم اسمع عنه قبل إصابته بالرصاصة القاتلة ولكنه سري
إلي قلبي وتابعت رحلته إلي المنية من السويس للمستشفي في القاهرة للعملية الجراحية
للوفاة. لم استطع النوم إلا عندما قال أصدقائه أنه خرج من العمليات وانهم غادرو
المستشفي. وللأسف استيقظت علي خبر وفاته.
باسم فقد عينه في محمد محمود. وفي الأحوال
العادية في أي مكان في العالم فإن مثله يتوقف عن الإهتمام بالعمل العام ويركز علي
حاله.ولكن يالغرابة شباب الثورة المصري! باسم ينزل للميادين مرة أخري سعيآ وراء
حرية شعب ووطن فيسجن. ومرة ثالثة لا يرضي بحبس الحرية التي يسعي إليها فينزل
للشارع مرة أخري فيصاب برصاصة في الدماغ.
في البلاد شبه المحترمة يتم تعويض مثل باسم
عن فقد عينه وعلاجه علي نفقة الدولة ويعاقب من أصاب عينه ناهيك عن من قتله، ولكن
في مصر يحاكم فقط شباب الثورة!
كلما تأملت في قصة باسم محسن وحياته
القصيرة يزداد إدراكي لعمق وامتداد المحيطات بل المجرات التي تفصل تفكير هؤلاء
الشباب عن عقلية كبار السن "اللي عارفين مصلحة البلد" . ألا يدركون أن هذاا
الشباب فعلا "وبجد" يريد الحرية ومستعد أن يضحي بعيونه وعمره من أجل أن
ينالها هو أو أن ينالها غيره؟
ولكن مهما تشبثو بالكراسي والمناصب فإن
سنة الحياة تسير مع الشباب – المستقبل لهؤلاء الشباب مهما حدث.
نحن "العواجيز" الذاهبون
والشباب آتون ومحدش هاياخد منهم بكره.
الله يرحمك ياباسم- زهرة اخري ماتت قبل أن
تتفتح.